تُعتبر فترة الحمل مرحلة خاصة تتطلب متابعة دورية مهمة لصحة كل من الأم والجنين. ومن بين هذه المتابعات، يبرز اختبار الفحص المزدوج الذي يُجرى ما بين الأسبوعين الحادي عشر والرابع عشر من الحمل، كوسيلة فعّالة لتقييم خطر بعض التشوهات الكروموسومية لدى الجنين. في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل ما هو اختبار الفحص المزدوج، وكيف يُجرى، ومن يحتاج إليه، وكيف يتم تفسير نتائجه.
1. ما هو اختبار الفحص المزدوج؟
اختبار الفحص المزدوج هو اختبار غير جراحي يتيح الكشف المبكر عن التشوهات الكروموسومية، وخاصة متلازمة داون (تثلث الصبغي 21) ومتلازمة إدواردز (تثلث الصبغي 18). يعتمد هذا الاختبار على عاملين رئيسيين:
- الفحوصات البيوكيميائية في دم الأم: يتم قياس مستويات بعض الهرمونات والبروتينات في عينة دم مأخوذة من الأم.
- قياسات الموجات فوق الصوتية (الألتراساوند): يتم فحص سمك مؤخرة رقبة الجنين (NT – Nuchal Translucency) وبعض الخصائص التشريحية عبر التصوير بالموجات فوق الصوتية.
من خلال الجمع بين هذين العاملين، يتم حساب خطر إصابة الجنين بالتشوهات الكروموسومية. يساعد الاختبار على تحديد حالات الحمل عالية الخطورة، ويوجّه نحو الفحوصات التشخيصية المتقدمة إذا لزم الأمر.
2. متى يُجرى اختبار الفحص المزدوج؟
عادة ما يتم إجراء هذا الاختبار بين الأسبوعين الحادي عشر والرابع عشر من الحمل. حيث تكون قياسات الألتراساوند دقيقة والقيم البيوكيميائية أكثر موثوقية في هذه الفترة. يتيح إجراء الاختبار خلال هذا الإطار الزمني تحديد حالات الحمل عالية الخطورة مبكراً، وتحويلها للفحوصات التشخيصية عند الضرورة.
3. كيفية إجراء اختبار الفحص المزدوج
اختبار الفحص المزدوج آمن للأم والجنين كونه غير جراحي، ويتم عادة عبر الخطوات التالية:
- تحضير المريضة: لا يتطلب الاختبار عادة أي تحضير خاص. لا حاجة للصيام.
- سحب عينة دم من الأم: تُؤخذ عينة دم من وريد الأم وترسل إلى المختبر لقياس المؤشرات البيوكيميائية.
- قياسات الألتراساوند: يقوم اختصاصي الألتراساوند أو طبيب مختص في طب الأم والجنين بقياس سمك مؤخرة رقبة الجنين وبعض القياسات التشريحية الأساسية. وتعتبر هذه القياسات عاملاً حاسماً في حساب الخطر.
- تحليل البيانات: يتم إدخال عمر الأم، وعمر الحمل، والقيم البيوكيميائية، وقياسات الألتراساوند في أنظمة حاسوبية لحساب خطر الإصابة بمتلازمة داون أو متلازمة إدواردز.
4. أهمية اختبار الفحص المزدوج
يوفر هذا الاختبار تقييماً مبكراً للمخاطر أثناء الحمل. ويمكن تلخيص أهميته فيما يلي:
- التشخيص المبكر: يتيح الكشف المبكر عن التشوهات الكروموسومية مثل متلازمة داون ومتلازمة إدواردز.
- آمن وغير جراحي: لا يشكل أي خطر على الأم أو الجنين.
- يوجه للفحوصات اللازمة: إذا أظهر الاختبار خطراً مرتفعاً، يتم تحويل الأم إلى فحوصات متقدمة مثل بزل السلى (Amniocentesis) أو أخذ عينات من الزغابات المشيمية (CVS).
- دعم نفسي للأم: يساعد معرفة مستوى الخطر الأم على الاستعداد بشكل أفضل لمرحلة الولادة.
5. مميزات اختبار الفحص المزدوج
- سريع وسهل التطبيق.
- يحدد المخاطر في وقت مبكر.
- لا يسبب أي ضرر للأم أو الجنين.
- يساعد في الانتقال إلى وسائل تشخيصية أكثر دقة عند الضرورة.
6. كيف يتم تفسير نتائج اختبار الفحص المزدوج؟
عادة ما تُعرض النتائج على شكل "خطر منخفض" أو "خطر مرتفع":
- الخطر المنخفض: يعني أن خطر إصابة الجنين بالتشوهات الكروموسومية ضعيف، وغالباً لا تكون هناك حاجة لفحوص إضافية.
- الخطر المرتفع: إذا كانت النتيجة عالية الخطورة، يتم اللجوء إلى فحوصات تشخيصية متقدمة مثل بزل السلى أو أخذ عينات من الزغابات المشيمية لتأكيد التشخيص.
7. من يجب أن يخضع لاختبار الفحص المزدوج؟
يوصى بهذا الاختبار لجميع حالات الحمل، لكنه مهم بشكل خاص في الحالات التالية:
- الأمهات فوق سن 35 عاماً.
- حالات الحمل التي كان لديها سابقاً تشوهات كروموسومية.
- وجود تاريخ عائلي لمتلازمة داون أو أمراض كروموسومية أخرى.
- حالات الحمل التي أظهرت نتائج غير طبيعية في فحوص الدم أو الألتراساوند.
8. بدائل اختبار الفحص المزدوج
هناك بعض الاختبارات البديلة أو المكملة:
- اختبار الفحص الثلاثي (Triple Test): يُجرى بين الأسبوع 15-20 من الحمل ويعتمد على مؤشرات بيوكيميائية مختلفة.
- اختبار الفحص الرباعي (Quad Test): نسخة أشمل من الفحص الثلاثي مع إضافة مؤشر آخر لتقييم أدق.
- الاختبار غير الجراحي قبل الولادة (NIPT): يعتمد على تحليل الحمض النووي للجنين في دم الأم لتقييم أكثر دقة.
يُعتبر اختبار الفحص المزدوج وسيلة آمنة وفعّالة لتقييم خطر التشوهات الكروموسومية في المراحل المبكرة من الحمل. كونه غير جراحي ولا يشكل أي خطر على الأم أو الجنين، يُعد من أهم الفحوصات. الكشف المبكر عن المخاطر، والتوجيه للفحوصات المتقدمة عند الحاجة، والمساعدة في التحضير للولادة يجعله فحصاً ضرورياً، خصوصاً للأمهات المتقدمات في السن أو ذوات عوامل الخطر.